قال لي : كنت في السويد فذهبت مع اثنين من الأخوة المقيمين المغتربين
لزيارة متحف للكتب القديمة والآثار .. وبعدما دفعنا رسوم الدخول وأمضينا
دقائق .. دخلت صلاة العصر .. فقال أحدهما : يا شيخ هيا نخرج لنصلي
ثم نعود .. فسألته مستغرباً : لماذا لا نصلي هنا ؟! فقال : هاه ! نصلي
أمامهم ؟! لا .. لا هذا صعب جداً .. قلت : لماذا صعب جداً ؟!
فقال : يا شيخ .. نصلي أمام السويديين ؟! قلت : نعم نصلي أمام
السويديين .. ولماذا لا نصلي أمامهم ؟! ألست تراهم يشربون الخمر في
الشوارع .. ويكشفون عوراتهم .. ولا يستحون !! ويرتكبون الأفعال
المخلة بالحياء .. ويعتبرون ذلك حرية .. ونحن أحياناً ننظر إليهم إعجابا
ً بهذه الحرية ! فلماذا لا نصلي أمامهم ونعتبرها حرية ؟!
فوافق صاحبي على مضض .. فأخذنا جانباً من المتحف واتجهت إلى القبلة
ووضعت أصبعي في أذني ..
فصرخ صاحبي : يا شيخ !! ماذا ستفعل ؟! فأجبته بهدوووء : أؤذن .. فقال
– باضطراب شديد – : تؤذن هنا ؟!
قلت : نعم أليست حرية ! .. أليسوا يغنون في الشوارع والطرقات ويسمون
ذلك حرية ! .. سمّه أنت أيضاً : حرية Free ..!!
ثم أذنت وأقمت بصوت منخفض وصلينا .. وأكملنا زيارتنا ورآنا الناس
ونحن نصلي جماعة نكبر ونسبح ونركع ونسجد .. ولم يمسك بنا رجال
الشرطة .. ولم يدفعونا غرامة .. ولم يقتادونا إلى السجن .. ولم تنطبق
السماء على الأرض .. فلماذا يخجل بعض المسلمين من الصلاة أمام
الناس .. في الحدائق والأماكن العامة .. بل إن بعض المسلمين يجمعون بين
الصلاتين من غير عذر سفر ولا مرض إلا أنهم يخجلون أن يقيموا الصلاة
أمام الناس ..
فالصلاة ركن من أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، ولم تخل منها شريعة
رسول من رسل الله .
وقد فرضها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج في
السماء ;لعظمتها ومكانتها عند الله . وأمر الله بها في 58موضعاً من
كتابه ..
وقبل تعلم أحكام الصلاة لا بد من معرفة أحكام الطهارة ..
الشيخ محمد العريفي
:99: